لماذا أخرجَ اللهُ تعالى إبليسَ من الجنة؟

نقرأُ في سورةِ الأعراف، وفي الآياتِ الكريمة 11- 13 منها، قولَ اللهِ تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ. قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ. قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ). فلماذا أخرجَ اللهُ تعالى إبليسَ من الجنة؟
يُعينُنا على تبيُّنِ الإجابةِ على هذا السؤال أن نتدبَّرَ الآيتَين الكريمتَين 31- 32 من سورةِ البقرة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ). فالملائكةُ ما كان لهم أن يخلصوا إلى عينِ ما خلصَ إليه إبليسُ من نتيجةٍ مفادها أنَّهم خيرٌ من آدمَ أما وأن اللهَ تعالى خلقَهم من نور! فإبليسُ، والذي كان من الجن، أرادَ أن يعبدَ اللهَ تعالى مع الملائكةِ عند اللهِ تعالى، غيرَ أنَّه لم يكن أهلاً لتحمُّلِ تبعاتِ هذه العبادةِ، والتي منها أن يُحكِمَ سيطرتَه على عقلِه فلا يُحكِّمه فيما يعرف ليستنتبطَ ما ليس له به عِلم! فإذا كان اللهُ تعالى قد خلقَ إبليسَ من نار، وخلقَ آدمَ من طين، فإنَّ هذه الحقيقةَ ما كان ينبغي له أن يُعمِلَ فيها عقلَه فيخلصَ إلى أنه خيرٌ من آدم.

أضف تعليق