لماذا عرَّضَ اللهُ تعالى بالإنسان في قرآنِهِ العظيم؟

لنتدبَّر الآياتِ الكريمةَ التالية:
1- (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) (6 الإنفطار).
2- (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) (17 عبس).
3- (وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (من 72 الأحزاب).
يضطرُّنا تدبُّرُ هذه الآياتِ الكريمة، وغيرِها من الآياتِ ذاتِ الصلة، إلى وجوبِ التساؤلِ عن السببِ من وراءِ تعريضِ اللهِ تعالى بالإنسان الذي يُصِرُّ كثيرٌ منا على القولِ بأنَّه في أحسنِ تقويم كما كان يومَ خلقَه اللهُ تعالى أولَ مرة، وذلك في إعراضٍ عجيب وتجاهلٍ غريب للسياقِ القرآني الذي وردَ فيه قولُ اللهِ تعالى “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ”! فكيف فاتَ القومَ أنَّ اللهَ تعالى قد فصَّلَ الأمرَ وبيَّنَه فلم يدَع مجالاً لظنٍّ أو قولٍ بغيرِ عِلم؟!
صحيحٌ أنَّ اللهَ تعالى قد خلقَ الإنسانَ في أحسنِ تقويم، غير أنَّه، وكما تُخبِرُنا بذلك سورةُ التين، قد ردَّه أسفلَ سافلين واستثنى الذين آمنوا وعملوا الصالحات: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (1- 6 التين).
فاللهُ تعالى إذا كان قد عرَّضَ بالإنسانِ في قرآنِه العظيم، فما ذلك إلا ليضطرَّه إلى اتِّباعِ صراطِه المستقيم الذي به وحده سيصبحُ بمقدورِه أن يكونَ من “الذين آمنوا وعملوا الصالحات” الذين كفلَ لهم إيمانُهم وعملُهم الصالح أن يرتقوا إلى مقامِ “أحسنِ تقويم” الذي خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ فيه أولَ مرة.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s