
تشهدُ التركيبةُ السكانيةُ لقارةِ أوروبا تغيُّراتٍ متسارعةً، وذلك جراءَ ازديادِ أعدادِ الوافدين إليها من لاجئين عبَروا البحرَ الأبيضَ المتوسط قادمين من القارةِ السمراء (أفريقيا). وهذا اللجوءُ المتعاظمُ عدداً لابد وأن ينتهيَ في القريبِ العاجلِ إلى جعلِ أوروبا قارةً سمراءَ أخرى ما لم يُبادر دهاقنةُ الغرب من سياسيين مُحنَّكين إلى وضعِ خطةِ إنقاذٍ عاجلة “للعِرقِ الأبيض” قبل أن يُصبِحَ أثراً بعدَ عين. وخطةُ الإنقاذِ هذه ليس بالعسيرِ على مَن كان له بعضٌ من عقلٍ سليم أن يتبيَّنَ مفرداتِها وما تقومُ عليه من سياساتٍ، وما سوف تضطرُّ أهلَ الحلِّ والعقدِ في قارةِ أوروبا إليه من “تضحياتٍ” مالية لابد منها، وذلك ليتأتَّى لهم حلُّ المشكلةِ من جذورِها!
فالأمرُ لن يقتضيَ من الدولِ الأوروبيةِ الغنية غيرَ أن تنفقَ بضعَ مئاتٍ من ملياراتِ الدولارات حتى يُصارَ إلى “توطين” الشبابِ الأفريقي في بلدانهم من بعدِ أن يُصارَ إلى تمكينِهم من العملِ في مشاريعَ صناعيةٍ وزراعية تتكفَّلُ هذه الأموالُ بإقامتِها. فشبابُ أفريقيا لا يريدون أكثرَ من أن يحصلوا على فرَصِ عملٍ تكفلُ لهم عيشاً كريماً وحياةً آمنة.
وهذا الذي يتوجَّبُ على دولِ أوروبا الغنية أن تبذلَه من “حُرِّ مالِها”، ليتسنَّى لها بذلك أن تحافظَ على نقاءِ عِرقِها، هو ليس إلا نَزراً يسيراً من آلافِ المليارات من الدولارات التي نهبتها من ثرواتِ أفريقيا! ماذا وإلا، فإنَّ على أوروبا أن تُعِدَّ العُدةَ لتصبحَ قارةً سمراءَ أخرى بعد مدةٍ لن تتجاوزَ الثلاثين عاماً!