بالقرآنِ نقرأُ علمَ الأساطير وليسَ العكس!

يخرجُ علينا بين الحينِ والآخر مَن يتوهَّمُ أنَّ بمقدورِه أن يُبرهنَ على أنَّ ما وردَ في القرآنِ العظيمِ من قصَصِ الأولين بالإمكانِ إرجاعُه إلى أصولٍ بشريةٍ، وذلك بقراءةِ هذه القَصَص وفقاً لما كشفَ لنا النقابَ عنه علمُ الأساطير (الميثولوجيا)؛ هذا المبحثُ المعرفي الذي يُعنى بدراسةٍ تناصِّية (أي بالمقابلة بين النصوص) لِما وقعَ بين أيدينا من أساطيرِ الشعوب القديمة. فالقومُ لا يألون جهداً في تبيانِ أنَّ ما وجدوه من “تشابهات” بين قصَصِ الأولين في القرآنِ العظيم وما وردَ في أساطيرِ هذه الشعوب لا يمكن إلا أن يُقرأ بدلالةٍ مفادها أنَّ هذه “التشابهات” تؤيد زعمَهم! ولقد فات القومَ أنَّ القرآنَ العظيم هو كتابُ الله الذي سبق وأن أنزلَ صحفَ إبراهيمَ والتوراةَ والزبورَ والإنجيل من قبل، وأنَّ الأساطيرَ التي دوَّنتها وتناقلتها هذه الشعوب هي التي استقت مادتَها القصَصية من صحفِ اللهِ تعالى هذه، وذلك من بعد أن أعملت فيها ما أوجبته عليها عقولُها التي صاغت من الحقائقِ التي اشتملت عليها هذه الصحف سرديات ما أنزلَ اللهُ تعالى بها من سلطان، وأنَّ هذه السرديات لا يمكنُ والحالُ هذه أن تكونَ هي الأصلَ الذي استقى منه القرآنُ العظيم مادةَ قصَصِه التي فصَّلتها آياتُه التي أنزلَها اللهُ تعالى على رسولِه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم. فالقرآنُ العظيم إذاً هو الذي ينبغي أن تُقرأَ به مادةُ علمِ الأساطير (الميثولوجيا) وليس العكس!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s