
نقرأُ في سورةِ يوسف، وفي الآية الكريمة 97 منها، قَولَ اللهِ تعالى (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ).
يضطرُّنا قولُ اللهِ تعالى هذا إلى طرحِ السؤالِ التالي: لماذا لم ينصَح سيدُنا يعقوب بَنيه بأن يتوجَّهوا إلى اللهِ تعالى، يسألونَه أن يغفرَ لهم ذنوبَهم، عِوَضَ سؤالِه هو أن يستغفرَ اللهَ لهم فيسألَه أن يغفرها لهم؟
وهذا السؤال يضطرُّ بدَورِه أولئك الذين يُحمِّلون “توحيدَ اللهِ” ما لم يُنزِّل به اللهُ من سلطان إلى وجوبِ مراجعةِ فهمهم لمعنى توحيد الله. فتوحيدُ اللهِ تعالى إذاً، وذلك وفقاً لِما جاءتنا به هذه الآيةُ الكريمة، لا يضيرُه أن يسألَ إخوةُ سيدِنا يوسف أباهم سيدَنا يعقوب أن يستغفرَ اللهَ لهم. وهذا هو عينُ ما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّرِ إجابةِ سيدِنا يعقوب ما سألَهُ إياه بَنوه: (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (98 يوسف).