هل هناكَ ما يُماثِلُ “الحورَ العِين” في هذهِ الحياةِ الدُّنيا؟

نقرأُ في سورةِ البقرة، وفي الآيةِ الكريمة 25 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
مما يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ هذه الآيةِ الكريمة أنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ لن يفوتَهم في الجنةِ أن يتبيَّنوا أنَّ ما رزقَهم اللهُ تعالى من ثمارِها لَيُذكِّرُ بما سبقَ وأن منَّ به عليهم في حياتِهم الدنيا: (كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا). فثمارُ أشجارِ الجنةِ تُذكِّرُ أصحابَ الجنة بثمارِ أشجارِ الدنيا. فهل في هذه الحياةِ الدنيا ما يُماثلُ “الحورَ العِين” في جنةِ الآخرة؟
بدايةً، لابد لنا وأن نستذكرَ بعضاً من المواطنِ القرآنيةِ الكريمة التي وردَ فيها ذِكرُ الحورِ العين:
1- (وَحُورٌ عِينٌ. كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) (22- 23 الواقعة).
2- (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) (56 الرحمن).
3- (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) (72 الرحمن).
4- (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) (54 الدخان).
5- (مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) (20 الطور).
6- (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ. إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً) (34- 35 الواقعة).
و”الحورُ العين” مخلوقاتٌ سيخلقُها اللهُ تعالى يومَ القيامةِ خَلقاً لدُنِياً لَحَظياً فَورياً آنياً. وهذه المخلوقاتُ إن كانت تُماثلُ نساءَ بَني آدم مظهراً، فإنها تختلفُ عنهن اختلافاً يُوجِبُه أصلُ خِلقتِها؛ هذا الأصلُ الذي هو العلةُ من وراءِ انتفاءِ وجودِ أيِّ مثالٍ لهذه المخلوقات في هذه الحياةِ الدنيا. وبذلك فلا وجودَ لِما يُماثلُ الحورَ العين في هذه الحياةِ الدنيا.

أضف تعليق