
حَبَّبَ سيدُنا محمد صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم للذين آمنوا العملَ على كلِّ ما فيه منفعةٌ للناس، فقالَ: “خيرُ الناسِ أنفعُهم للناس”. فسيدُنا محمد صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم إنما يُذكِّرُ بِقَولِه الشريفِ هذا الذين آمنوا بما جاءَهم به قرآنُ اللهِ العظيم تشديدٍ على كلِّ “ما ينفعُ الناس”:
1- (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (164 البقرة).
2- (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) (من 17 الرعد).
3- (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) (من 25 الحديد).
وهذا التشديدُ من لدُن اللهِ تعالى على العملِ على “ما ينفعُ الناسَ” لَيُذكِّرُ بما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّرِنا قَولِ اللهِ تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) (من 114 النساء). فاللهُ تعالى في هذه الآيةِ الكريمة يُحبِّبُ إلى عبادِه الذين آمنوا الحرصَ على الإصلاحِ بين الناس. وهذا هو عينُ ما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّرِ أمرِ اللهِ تعالى للمؤمنين الواردِ في الآية الكريمة 10 من سورةِ الحُجُرات: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ).