ما هو “لِبَاسُ التَّقْوَىٰ” في قَولِ اللهِ تعالى “وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ”

نقرأُ في سورةِ الأعراف، وفي الآية الكريمة 26 منها، قَولَ اللهِ تعالى (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون). فما هو “لباسُ التقوى” الواردُ ذِكرُهُ في هذه الآيةِ الكريمة؟
تباينت آراءُ المفسِّرين في معنى “لباس التقوى”، وذهبوا فيه مذاهبَ شتى لا يمكنُ أن تكونَ كلُّها جميعاً تجلياتٍ متنوعة لهذا المعنى الذي يكفينا لنتبيَّنَه على حقيقتِهِ أن نستذكرَ ونتدبَّرَ الحقيقةَ القرآنيةَ التي مفادُها أنَّنا ما كنا لِنعلمَ ما التقوى وكيف السبيلُ لنتَّقِيَ اللهَ حقَّ تُقاتِه لولا ما جاءنا به قرآنُ اللهِ العظيم. فاللهُ تعالى بيَّنَ لنا في قرآنِه العظيم كيف نتَّقِيهِ التقوى التي كفلَ بها لنا ما يقينا عذابَه في الدنيا والآخرة.
فـ “لباسُ التقوى” إذاً هو ما أنزلَهُ اللهُ تعالى في قرآنِه العظيم من آياتٍ بيِّناتٍ فصَّلَ لنا فيها وبيَّنَ السبيلَ الذي يتعيَّنُ على كلِّ مَن يُريد أن يتَّقِيَه حقَّ تُقاتِه أن يسلكَه. ولذلك فاضلَ اللهُ تعالى بين “لباسِ التقوى” وما أنزلَهُ من لباسٍ يُواري بهِ الإنسانُ بدنَه. فكِلا اللِّباسَين مُنزَّلٌ من اللهِ تعالى، و”لباسُ التقوى” هو خيرُ هذين اللِّباسَين وذلك لأنَّ تقوى الله، كما بيَّنَ اللهُ تعالى السبيلَ إليها، هي التي تكفلُ للإنسانِ أن يبقى بمنأى عن أن ينالَ منه عذابُ اللهِ تعالى في الدنيا ونارُه في الآخِرة. فإذا كان اللباسُ الذي علَّمَ اللهُ تعالى الإنسانَ كيف يخصِفُهُ على بَدنِهِ يَقي الإنسانَ البَردَ، فإنَّ “لباسَ التقوى” هو ما يَقي الإنسانَ نارَ جهنمَ التي لن يُزحزَحَ عنها إلا مَن اتَّقى اللهَ حقَّ تُقاتِه.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s