
ما هي “نعمةُ اللهِ” التي أُمِرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بأن يُحدِّثَ الناس بها؟
يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ الحقيقةَ القرآنيةَ التي مفادُها أنَّ اللهَ تعالى عرَّفَ عظيمَ فضلِهِ على رسولِه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بأنَّه “القرآنُ الذي أنزلَه عليه”: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) (من 113 النساء).
وهذا هو ما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّر الآيتَين الكريمتَين 86- 87 من سورةِ الإسراء (وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا. إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا).
فاللهُ تعالى إذاً، إذ أمرَ رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بأن يُحدِّثَ الناسَ بنعمتِه، فإنه إنما أمرَه بأن يُبلِّغَ الناسَ ما أنزلَ عليه من قرآنِه العظيم: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (من 67 المائدة).