
أمرَنا اللهُ تعالى بأن نذكرَه، وأن نُكثِرَ من ذكرِه، وألا ننسى تذكُّرَه ما استطعنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) (41 الأحزاب)، (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (من 10 الجمعة)، (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (من 152 البقرة)، (فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) (من 103 النساء).
ولقد أمرَ اللهُ تعالى رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بأن يذكرَه إذا ما نسيَ أيَّ أمرٍ من أوامرِه: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا. إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) (23- من 24 الكهف). وهذا هو عينُ ما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّرِ الآيةِ الكريمة (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (201 الكهف).
فالقرآنُ العظيم يُنبِؤنا بأنَّ “الذين اتقوا” إذا تبيَّنَ لهم أنَّ نَزغاً من الشيطانِ قد أصابَهم تزييناً أو وسوسةً أو إغواءً أو كيداً أو إيحاءً، أو غيرَ ذلك مما أُجيزَ به الشيطانُ، ذكروا اللهَ فاطمأنَّت بذكرِ اللهِ قلوبُهم. فالتذكُّرُ هنا هو ذكرُ اللهِ الذي يكفلُ للذاكرِ طهارةً من نزغِ الشيطان وتحصيناً. فبذكرِ اللهِ تطمئنُّ القلوب، وبذكرِ اللهِ تنجلي المصاعبُ والخطوب.