جن من الفضاء

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدِ الوَصْفِ وَالْوَحْي وَاٌلرِّسالَةِ وَالْحِكْمَةِ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً

ufoلنتدبر الآيات الكريمة التالية من سورة الجن (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا. وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا. وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا. وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا. وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا. وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا. وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا. وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا. وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا. وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا. وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا. وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا. وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا. وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا. وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا. لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا. وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا. وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).

ذُكر الجن في القرآن العظيم في مواطن منه كثيرة. والآيات الكريمة أعلاه هي واحدة من هذه المواطن. ويتبين بتدبر هذه الآيات الكريمة أن هذا النفر من الجن الذين ورد ذكرهم فيها هم ليس من كوكبنا الأرضي هذا، وأنهم بالتالي جن قدموا من الفضاء. والآية الكريمة التي تقطع بفضائية هؤلاء الجن هي (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا). فهذه الآية الكريمة تبيِّن حقيقةً بخصوص هؤلاء الجن، حيث أنها تذكر الأرضَ فتشير إليها على أنها لن تكون ملجأ ولا ملاذاً لهؤلاء الجن الفضائيين، وذلك لأن الله تعالى هو الله في السموات وفي الأرض وبذلك فلن يكون بمستطاعهم أن يفرُّوا منه أبداً. وكذلك بالإمكان تبيُّن الأمر ذاته في الآية الكريمة (وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا). فهذه الآية الكريمة تذكر ما كان عليه هؤلاء الجن الفضائيون من حيرة وهم يرون السماء وقد مُلأت حرساً شديداً وشهباً؛ إذ أن السماء لم يسبق لهم وأن رأوها محتشدةً بالملائكة والشهب، إلا واللهُ موشكٌ على أن يُنزِل وحياً من عنده أو يُرسل ملائكةً ليعذب مَن كفر من أقوام الأنبياء عليهم السلام.

وهؤلاء الجن الفضائيون هم ذاتهم الذين ورد ذكرهم في الآيات الكريمة 29-32 من سورة الأحقاف (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ. يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).

ولقد بينت الآية الكريمة (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) أن هؤلاء الجن الفضائيين كانوا قد جاؤوا الأرض في زمان سيدنا موسى عليه السلام، وعادوا إليها مرة أخرى إبان نزول القرآن العظيم على حضرة سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم. فلو كان هؤلاء جناً من هذه الأرض، لكانوا قد علموا أن هناك كتاباً إلهياً آخر بعد توراة سيدنا موسى عليه السلام هو إنجيل سيدنا عيسى عليه السلام.

إذاً فالجن الفضائيون يغدون على هذه الأرض ويروحون جيئةً وذهاباً بين الحين والآخر. ولعل هذا أن يفسر بعضاً من تلك الظواهر التي اصطُلح على الإشارةِ إليها على أنها “ظواهر الأطباق الطائرة”. وكنت قد تحدثت في منشورات سابقة عن أن الحياة البايولوجية العاقلة لا يمكن لها أن تكون متواجدةً في هذا الكون على غير هذه الأرض. كما وكنت قد ذكرت في منشوراتٍ أخرى أن الحياة العاقلة لها أن تتخذ تجليات غير بايولوجية، وأن الجن هم إحدى هذه التجليات.

أضف تعليق