
أمرَ اللهُ تعالى رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم أن يُحدِّثَ الناسَ بنعمتِه التي أنعمَها عليه وهي قرآنُه الذي اختصَّهُ به وأنزلَه عليه: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (11 الضحى). فنعمةُ اللهِ على رسولِه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم إذاً هي هذا القرآنُ الذي هو من عظيمِ فضلِه تعالى عليه:
1- (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) (من 113 النساء).
2- (وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا. إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا) (86- 87 الإسراء)
فاللهُ تعالى أمرَ رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بأن يبلِّغَ ما أُنزِلَ إليه من الكتاب. فأمرُ اللهِ لرسولِه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بأن “يحدِّثَ الناسَ بنعمتِه عليه” إذاً هو من بابِ أمرِه تعالى له بأن “يبلِّغَ ما أُنزِلَ إليه”: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين) (67 الأنعام).
يتبيَّنُ لنا، وبتدبُّرِ ما تقدَّم، أنَّ المخاطَبَ بهذه الآية الكريمة (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) هو رسولُ الله صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم وليس أحداً آخرَ غيرَه.