
رفعَ اللهُ تعالى إليه سيدَنا إدريس: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا. وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) (56- 57 مريم). وسيدُنا إدريس لم يكن أولَ مَن رفعَه اللهُ تعالى إليه، فأولُ مَن رفعَه الله إليه كان آدمَ وزوجَه: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (19 الأعراف).
وسيدُنا إدريس لم يكن آخرَ مَن رفعَه اللهُ تعالى إليه، فاللهُ تعالى قد رفعَ من بعدُ سيدَنا عيسى ابنَ مريم إليه: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) (من 55 آل عمران).
وإذا كان سيدُنا يحيى لم يُقتل، وإنما ماتَ “بسلامٍ من اللهِ تعالى” وذلك كما يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ قولِ اللهِ تعالى: (وَالسَّلَامُ عَلَيَ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) (15 مريم)، فليس هنالك ما يمنعُ من القولِ بأنَّ اللهَ تعالى قد رفعَه إليه كما سبقَ وأن رفعَ إليه آدمَ وزوجَه وسيدَنا إدريس وسيدَنا عيسى.