
نقرأُ في سورةِ الأنبياء، وفي الآيةِ الكريمة 107 منها، قولَ اللهِ تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
وتذكِّرُ هذه الآيةُ الكريمة بآياتٍ كريمةٍ أخرى، من بينها:
1- (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) (1 الفرقان).
2- (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ) (27 التكوير).
ويُعينُ على تبيُّنِ المعنى الذي تنطوي عليه كلمةُ “العالَمين” في هذه الآياتِ الكريمةِ الثلاث أن نتدبَّرَ الآياتِ الكريمةَ التالية:
1- (قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ) (70 الحِجر).
2- (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ) (79 الصافات).
3- (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (32 الدخان).
4- (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِين) (96 آل عمران).
5- (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (من 90 الأنعام).
6- (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) (71 الأنبياء).
7- (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ) (91 الأنبياء).
8- (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ) (15 العنكبوت).
9- (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) (22 الروم).
يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ هذه الآياتِ الكريمة أنَّ معنى كلمةِ “العالَمين” فيها هو “الناسُ أجمعون”. وهذا هو عينُ المعنى الذي تنطوي عليه كلمةُ “العالَمين” في مواطنِ ورودِها في القرآنِ العظيم كلِّها جميعِاً. فاللهُ تعالى أرسلَ رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم للناسِ أجمعين:
1- (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (28 سورة سبأ).
2- (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) (من 158 الأعراف).
ويُخطِئُ كلُّ مَن يتوهَّمُ أنَّ لكلمةِ “العالَمين” في القرآنِ العظيم معنىً آخرَ غيرَ “الناسِ أجمعين”.