
نقرأُ في سورةِ غافر، وفي الآيةِ الكريمة 57 منها، قولَ اللهِ تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). فما هو معنى “لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ”؟
يُعينُ على تبيُّنِ هذا المعنى أن نتدبَّرَ الآيتَين الكريمتَين التاليتَين:
1- (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) (27 النازعات).
2- (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ) (11 الصافات).
فاللهُ تعالى خلقَ السمواتِ والأرضَ في ستةِ أيام: (إنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) (من 3 يونس). وخلقُ اللهِ تعالى للإنسانِ لم يستغرق غيرَ لحظاتٍ معدوداتٍ، وذلك بالمقارنةِ مع “الأيام السِّت” التي خلقَ اللهُ تعالى فيهن السمواتِ والأرض. ولذلك كان خلقُ السمواتِ والأرضِ أكبرَ من خلقِ الناس كما أنَّ إعادةَ الخلقِ يومَ القيامة هي أهونُ على اللهِ تعالى من بدئه الخلقِ أولَ مرة: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (من 27 الروم).