
للسماءِ في القرآنِ العظيم معانٍ عِدة. ويتكفَّلُ السياقُ القرآني الذي تردُ فيه كلمةُ “السماء” بتبيانِ وتحديدِ المعنى الذي تنطوي عليه هذه الكلمة. فـ “السماءُ” في القرآنِ العظيم تأتي أحياناً بمعنى السحاب الذي ينزلُ منه ماءُ المطر بإذنِ الله: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ) (من 99 الأنعام).
وتأتي “السماءُ” في القرآنِ العظيم أحياناً أخرى بمعنى الكون: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (47 الذاريات).
كما وتأتي “السماءُ” في القرآنِ العظيم بمعنى “جنةِ المأوى”: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى) (13- 15 النجم). و”جنةُ المأوى” هي السماءُ التي سألَ الحواريون سيدَنا عيسى عليه السلام إن كانَ بمستطاعِ اللهِ تعالى أن يُنزِّلَ عليهم مائدةً منها: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (112 المائدة).
كما وجاءت “السماءُ” في القرآنِ العظيم بمعنى جنةِ الآخرة، وذلك في الآيةِ الكريمة 40 من سورةِ الأعراف: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ).