
نقرأُ في سورةِ الأنعام، وفي الآية الكريمة 143 منها، قولَ اللهِ تعالى: (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين). فما هو معنى “نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين” في هذه الآيةِ الكريمة؟
تحدَّى اللهُ تعالى بقولِه الكريمِ هذا كفارَ قريش أن يأتوا بـ “علمٍ” يؤيِّدُ ما ذهبوا إليه من زعمٍ فصَّلته هذه الآيةُ الكريمة. فاللهُ تعالى لم يؤتِ كفارَ قريش كتاباً من عنده أنزله عليهم فيه ما يؤيِّدُ ما يزعمون. لنتدبَّر الآياتِ الكريمةَ التالية:
1- (وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ) (44 سورة سبأ).
2- (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (4 الأحقاف).
3- (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (49 القصص).
يتبيَّنُ لنا، وبتدبُّرِ هذه الآياتِ الكريمة، أنَّ كفارَ قريش لم يكن بين أيديهم أيُّ “علمٍ” مستقىً من كتابٍ سبقَ وأن أنزلَه اللهُ تعالى عليهم حتى يجادلوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم وينكروا عليه ما جاءهم به من عندِ اللهِ تعالى من حقٍّ مبين.