
نقرأُ في سورةِ التين الآياتِ الكريمةَ التالية: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون). يُبيِّنُ لنا تدبُّرُ هذه الآياتِ الكريمة أنَّ الإنسانَ إن لم يتعهَّد نفسَه بالإصلاح، وفقاً لما جاءَه به دينُ اللهِ الحق، فلابد وأن ينتهيَ به الأمرُ إلى أن “يُرَدَّ أسفلَ سافلين”. وهذا “الردُّ أسفلَ سافلين” هو النقيضُ لما كان عليه الإنسانُ أولَ مرة يومَ خلقَه اللهُ تعالى في “أحسنِ تقويم”. ولا حاجةَ هنا لتِبيانِ ما جرَّه على الإنسانِ هذا “الردُّ أسفلَ سافلين” من نزوعٍ إلى الإفسادِ في الأرضِ وسفكٍ للدماء! فواقعُ حالِ الإنسان لا يُنبئُ بأيِّ خيرٍ طالما واظبَ على السيرِ مبتعداً عن صراطِ اللهِ المستقيم. فالعالَمُ يتَّجهُ صوبَ المزيدِ من تجلياتِ هذا الإفسادِ في الأرض وسفكِ الدماء، وكلُّ قولٍ خِلافَ هذا إنما يجافي الحقيقةَ التي نراها بأُمِّ أعيُنِنا صباحَ مساء!