في معنى قَولِ اللهِ تعالى “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا”

نقرأُ في سورةِ البقرة، وفي الآيةِ الكريمة 286 منها، قولَ اللهِ تعالى (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ). فما هو معنى “لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا” في هذه الآيةِ الكريمة؟
يُعينُ على تبيُّنِ هذا المعنى أن نستذكرَ ونتدبَّرَ قولَ اللهِ تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا) (من 7 الطلاق). فالأمرُ إذاً لا علاقةَ له، من قريبٍ أو بعيد، بما يظنُّه البعض من معنى لقولِ اللهِ تعالى “لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا” مفادُه أنَّ الأمرَ منوطٌ بما يستطيعُه الإنسانُ وبما هو قادرٌ بالتالي على أدائِه والقيامِ به! فاللهُ تعالى لم يكلِّفنا من العباداتِ ما لا طاقةَ لنا به وهو العالِمُ بِحالِنا إذ خلقَنا من ترابٍ ثم جعلَنا أجِنَّةً في بطونِ أمهاتِنا: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (14 المُلك)، (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ) (من 31 النجم).
فاللهُ تعالى آتانا ما يُمكِّنُنا من أن نأتمرَ بأمرِه وننتهيَ بنَهيِه فلا حجةَ بعدها لمَن يزعمُ بأنَّ هنالك من العباداتِ ما يفوقُ طاقتَه!

أضف تعليق