
نقرأُ في سورةِ الإسراء، وفي الآيةِ الكريمة 71 منها، قولَ اللهِ تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا). فما هو معنى “بِإِمَامِهِمْ” في هذه الآيةِ الكريمة؟
تجيءُ كلمةُ “إمام” في القرآنِ العظيم بمعانٍ عِدة. ويتكفَّلُ السياقُ القرآني الذي ترِدُ خلالَه هذه الكلمةُ الكريمة بتحديد المعنى الذي تنطوي عليه. ومعنى كلمة “بِإِمَامِهِمْ” في هذه الآيةِ الكريمة هو “بكتابِهم الذي استنسخَ اللهُ تعالى فيه أعمالَهم”. فكلُّ إنسانٍ قد ألزمَهُ اللهُ تعالى كتابَ أعمالِه في حياتِه الدنيا إلزاماً لا فكاكَ له منه يومَ القيامة: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا. اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) (13- 14 الإسراء).
فالإنسانُ واهمٌ إذ يظنُّ أنَّه يفعلُ كلَّ ما يحلو له هكذا ومن دونِ أن يكونَ لأعمالِه أيُّ تبِعات: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (28- 29 الجاثية).