
نقرأُ في سورةِ التحريم، وفي الآيةِ الكريمة 10 منها، قولَ اللهِ تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ). فما هو معنى “فَخَانَتَاهُمَا” في هذه الآيةِ الكريمة؟
يتوهَّمُ البعضُ أنَّ الأمرَ موصولٌ بخيانةِ كلٍّ من زوجِ سيدِنا نوح وسيدِنا لوط لزوجِها! وهذا أمرٌ إن دلَّ فإنَّما يدلُّ على مدى تمكُّنِ الدنيا من عقولِ وقلوبِ أولئك الذين لا سلطةَ لهم على ما تأمرُهم به النفسُ ويُزيِّنُه الهوى مما يتعارضُ مع ما أمرَنا به اللهُ تعالى في قرآنِه العظيم. فالخيانةُ التي تُشيرُ إليها هذه الآيةُ الكريمة هي تلك التي بالإمكانِ تبيُّنُها بتدبُّرِ قولِ اللهِ تعالى لرسولِه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ) (من 71 الأنفال). فكلٌّ من امرأةِ سيدِنا نوح وسيدِنا لوط قد خانت اللهَ بإظهارِها من الإيمانِ باللهِ خلافَ ما كان يُخفيه قلبُها من الكفرِ به! والأمرُ لا علاقةَ له إذاً بما تعارفنا على الإشارةِ إليه بـ “الخيانةِ الزوجية”!