
نقرأُ في سورةِ المائدة، وفي الآيةِ الكريمة 101 منها، قولَ اللهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ). فما هو معنى “عَفَا اللَّهُ عَنْهَا” في هذه الآيةِ الكريمة؟
يُعينُ على تبيُّنِ هذا المعنى أن نستذكرَ ونتدبَّرَ قولَ اللهِ تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) (15 المائدة). فمعنى “يعفو عن” في هذه الآيةِ الكريمة، وكما بيَّنتُ في مقالةٍ سابقة، هو “يُحجِمُ عن ذِكرِ شيءٍ ما فلا يتطرَّقُ إليه”.
وبذلك يكونُ معنى “عَفَا اللَّهُ عَنْهَا” في الآيةِ الكريمة 101 من سورةِ المائدة أعلاه، هو “ما أحجمَ اللهُ تعالى عن ذِكرِه من الأمور فلم يتطرَّق إليها في قرآنِه العظيم”.