
أمرَ اللهُ تعالى رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بأن يستعيذَ به من “شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ”. فمَن هو هذا “الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ”؟
يُعينُ على تبيُّنِ الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ ونتدبَّرَ قولَ اللهِ تعالى الواردَ في الآيةِ الكريمة 27 من سورةِ الأعراف: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ). فالإنسانُ، وبحكمِ خِلقتِه من ترابِ هذه الأرض، عاجزٌ عن رؤيةِ الشيطان الذي خلقَه اللهُ تعالى من مارجٍ من نار. ولذلك أمرَنا اللهُ تعالى بأن نستعيذَ به من الشيطانِ الرجيم لأنه هو وحدَه مَن بمقدورِه أن يُعيذَنا من شَرِّه الذي بيَّنَ لنا اللهُ تعالى في قرآنِه العظيم بعضاً من مظاهرِه التي تتنوَّعُ ما بين كيدٍ ونَزغٍ واستزلالٍ ووسوسة.