
قالَ اللهُ تعالى في قرآنِه العظيم: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلَهِ النَّاسِ. مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ. الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ. مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (سورة الناس). فما هو معنى “مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس” في هذه السورةِ الشريفة؟
يُعينُ على تبيُّنِ هذا المعنى أن نستذكرَ سورةَ الفلق: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ. وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ). فاللهُ تعالى أمرَ رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم في هذه السورةِ الشريفة بأن يستعيذَ به من “شَرِّ مَا خَلَقَ”، وَمِن “شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ”، وَمِن “شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ”، وَمِن “شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”.
وبذلك يكونُ المعنى الذي تنطوي عليه الآيةُ الكريمة الأخيرة من سورةِ الناس (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) موصولاً بالمعنى الذي بالإمكانِ استنباطُه مما تقدَّم ذِكرُه. فاللهُ تعالى أمرَ رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم إذاً بأن يستعيذَ به من “شرِّ الجِنَّةِ” ومن “شرِّ الناس”.