لماذا أمرَ اللهُ تعالى رسولَهُ الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بأن يدعوَ إلى سبيلِهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسَنة وبأن يجادلَ الناسَ بالتي هيَ أحسن؟

نقرأُ في سورةِ النحل، وفي الآيةِ الكريمة 125 منها، قولَ اللهِ تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). فلماذا أمرَ اللهُ تعالى رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بأن يدعوَ إلى سبيلِه بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة وبأن يجادلَ الناسَ بالتي هي أحسن؟
يُعينُ على تبيُّنِ الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ بعضاً من تفاصيلِ “الخِلقةِ الإنسانية” التي فصَّلها لنا القرآنُ العظيم وبيَّنتها لنا آياتُه الكريمة. فإذا كان الإنسانُ قد خلقَهُ اللهُ تعالى ظَلوماً جَهولا، كفوراً عَجولا، يئوساً قَنوطا قتورا، مجادِلاً لَجوجا، فلابد والحالُ هذه من أن تؤخذَ بنظرِ الاعتبار صفاتِه هذه كلِّها جميعاً مِن قِبَلِ كلِّ مَن يريدُ أن يدعوَه إلى سبيلِ الله.
هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر، فإنَّ الداعيَ إلى سبيلِ الله إنسانٌ هو الآخر. ولذلك فهو ليس بمنأى عن أن تطالَه من نوازِغِ “خِلقتِه الإنسانية” ما يجعلُه يُغلِّبُ سوءَ الظنِّ والعدوانيةَ والمسارعةَ إلى إصدارِ الأحكامِ دونما دليلٍ أو بيِّنة، وهو عينُ ما نراهُ اليوم! فلو أنَّ الداعيَ إلى سبيلِ الله التزمَ الضوابطَ التي فصَّلتها الآيةُ الكريمة 125 النحل أعلاه، فهل كنا لنشهدَ كلَّ هذا العنفِ والعدوانِ الظالمِ في سياقٍ ما جعلَه اللهُ تعالى إلا مرآةً لرحمتِه التي اختصَّ بها خيرَ خَلقِه صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم إذ أرسلَه رحمةً للناسِ أجمعين؟!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s