
نقرأُ في سورةِ المائدة، وفي الآية الكريمة 27 منها، قولَ اللهِ تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).
يُخطئُ مَن يظنُّ أن معنى قولِ اللهِ تعالى “إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ” الواردِ في هذه الآية الكريمة يَلزمُ سياقَها التاريخي فلا يتعداه وصولاً إلى زمانِنا هذا وانتهاءً بمجيءِ يومِ القيامة! فقولُ اللهِ تعالى هذا قد حدَّدَ “المعيارَ” الذي حكَّمَهُ اللهُ تعالى في أعمالِ خلقِه فجعلَها محكومةً به لا بِغيرِه. فتقوى الله هي ما يجعلُ الأعمالَ مقبولةً عند الله. وهذا قانونٌ إلهي سارٍ في أعمالِنا كلِّها جميعاً. فاللهُ تعالى لن يقبلَ منا صلاةً ولا صياماً ولا حَجاً ولا زكاةً إلا إذا ما كنا من عبادِه المتقين الذين يخافونَه حقَّ مخافتِه ويخشونَه حقَّ خشيتِه ويتَّقونَه حقَّ تُقاته. وصدقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم القائل: “رُبَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ”.