
نقرأُ في سورةِ القمر، وفي الآية الكريمة 43 منها، قولَ اللهِ تعالى: (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ).
“الزُّبُر” في هذه الآيةِ الكريمة هي الكتابُ الذي تُشيرُ إليه الآيتان الكريمتان 28- 29 من سورةِ الجاثية: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). وكلمةُ “الزُّبُر” في الآيةِ الكريمة 43 من سورةِ القمر أعلاه هي بذاتِ المعنى الذي تنطوي عليه كلمةُ “الزُّبُر” في قولِ اللهِ تعالى: (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ. وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) (52- 53 القمر).
وبذلك يكونُ معنى قولِ اللهِ تعالى “أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ” هو ما بالإمكانِ إيجازُه وتلخيصُه بالكلماتِ التالية: “أم حسبتم (يا كفارَ قريش) أنَّ اللهَ قد أخلصَكم بخالصةٍ تُبيحُ لكم أن تفعلوا ما تفعلون من دون أن تُستنسخَ أعمالُكم في الزُّبُر”.