
نقرأُ في سورةِ الانفطار، وفي الآيةِ الكريمة 6 منها، قولَ اللهِ تعالى (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ). والإنسانُ المخاطَبُ بقولِ اللهِ تعالى هذا هو ذاك “الكيانُ” فينا الذي ما خلقَنا اللهُ تعالى لنتماهى معه! ونخطئُ إن ظننا أنَّ هذا “الكيان” هو كلُّ ما نحن عليه! فالإنسانُ فينا هو هذه النفسُ التي أمرَنا اللهُ تعالى بأن نُجاهدَها فيه فلا نُمكِّنَها منا خضوعاً لها وإطاعةً لما تأمرُنا به من المنكَر وما تنهانا عنه من المعروف! فواحدُنا لن يصبحَ هذا الإنسانَ الذي خاطبَهُ اللهُ تعالى بقولِه “يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ” إلا إذا ما ارتضى أن تتحكَّمَ فيه نفسُه فتُخضِعَه لإرادتِها التي لا ترضى له بأن يريدَ أحداً آخرَ سواها! فنحن هذا الإنسانُ إذا ما أسلمنا قِيادَنا لِهوانا فنزلنا عند إرادتِه!
وتكفلُ لنا هذه المقاربةُ تدبُّرَ كلِّ المواطنِ القرآنيةِ الكريمة التي تَعرِضُ لهذا الذي هو عليه الإنسانُ فينا من سيءِ الخِصال وقبيحِ الصفات، ومن هذه المواطن:
1- (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا) (11 الإسراء).
2- (وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا) (من 67 الإسراء).
3- (وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا) (من 100 الإسراء).
4- (وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا) (من 54 الكهف).