
نقرأُ في سورةِ الفرقان، وفي الآيةِ الكريمة 77 منها، قولَ اللهِ تعالى (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ). فمَن هم المقصودون بقولِ اللهِ تعالى هذا؟
يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ الآياتِ الكريمةَ التالية:
1- (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا. فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا) (5- 6 نوح).
2- (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (171 البقرة).
3- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (من 24 الأنفال).
فاللهُ تعالى أمرَ رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بأن يقولَ لكفارِ قريش ما مفادُه “أنَّ اللهَ إنما يدعوكم إليه لتعبدوه وتُخلِصوا له الدين”. فـ “المقصودون” بقولِ اللهِ تعالى هذا إذاً هم كفارُ قريش الذين توعَّدهم اللهُ تعالى بما بالإمكانِ تبيُّنُه بتدبُّرِ تتمةِ هذه الآيةِ الكريمةِ (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا).
أما “المخاطبون” بقولِ اللهِ تعالى هذا، فهم كلُّ مَن بلغَهم قولُ اللهِ تعالى هذا، وهذا ما بوسعِنا أن تبيُّنُه بتدبُّرِ الآيةِ الكريمة: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُون) (19 الأنعام).