
ابتُلِيَت الأمةُ بأفرادٍ منها حرَّموا ما أحلَّ اللهُ وأحلُّوا ما حرَّمه فعسَّروا ما يسَّرَه ويسَّروا ما عسَّرَه:
1- (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم) (16 الحجرات).
2- (قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ) (من 140 البقرة).
3- (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) (من 32 الأعراف).
ولقد انضوى هؤلاء الأفرادُ المتزمتون المتطرفون المتعنِّتون المتشدِّدون الجاهلون تحت لواءِ حركاتٍ آبقةٍ قاسطةٍ مارقة اتَّخذت لها أسماءً وشعاراتٍ توهَّمت أنَّها ستُعينُها على القفزِ إلى السلطة على رقابِ العباد، وذلك متاجَرةً بالدينِ الذي ما أرسلَ اللهُ تعالى به رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم إلا رحمةً للناسِ أجمعين.
ومن هذه الحركات حركةُ طالبان التي لم تكن لتقومَ لها قائمة لولا تداعيات الحرب الباردة التي أخطأت الإداراتُ الأمريكيةُ المتعاقبة إبانها إذ ظنَّت أنَّ بإمكانِها تقويضَ أركانِ الامبراطوريةِ السوفيتية عن طريقِ “صناعةِ” هذه الحركات! فهذه الحركات، التي ابتدأَ يشتدُّ عودُها مطلعَ سبعينياتِ القرنِ الماضي في مصر، هي السببُ الرئيس وراء ما ابتُليَت به الأمةُ من مصائبَ لا يعلمُ إلا اللهُ تعالى متى يحينُ أوانُ انجلائها. ومن جديدِ هذه الحركات، التي لا تعرفُ من الإسلامِ إلا رسومَ مقدساتِه، ما خرجت به علينا طالبان اليومَ، وعلى لسانِ وزيرِها للتعليم، بحظرِها تعلُّمَ الفتيات في المدارسِ والجامعات “وإلى الأبد”!
ويحقُّ لنا أن نتساءلَ عن السلطةِ التي بمقتضاها تصدرُ هذه الفئةُ الضالةُ الباغية قراراً جائراً كهذا القرار! فأين في قرآنِ اللهِ العظيم وجدَ هؤلاءِ الضالون الجاهلون ما استندوا إليه في التسويغِ لقرارِهم الأخرقِ هذا؟! ألا تباً لكلِّ مَن ظنَّ أن بمقدورِه أن يستعينَ على ظلمِ العباد برايةِ “لا إلهَ إلا الله محمدٌ رسولُ الله”. وصلى اللهُ تعالى على سيدِنا محمد رسولِ الله الذي ما أرسله اللهُ تعالى إلا رحمةً بالعبادِ كلِّ العباد.