الاستعلاءُ الذكوري مظهرٌ من مظاهرِ طغيانِ الإنسان!

لا شيءَ “طبيعياً” في سلوكياتِ الإنسان، وذلك على قدرِ تعلُّقِ الأمر بعلاقتِه بِبَني جِلدتِه من البشر وبِغيرِه من الكائناتِ التي قدَّرَ له اللهُ تعالى أن يُساكنَها هذه الأرض! وفي هذا ما فيه من دحضٍ وتفنيدٍ لِما يزعمُ به العلمُ من أنَّ الإنسانَ سليلُ الحيوانِ وبما يجعلُ بالإمكانِ التعليلُ لكلِّ ما يصدرُ عنه من فعلٍ يقتضي تواجدَ “آخرٍ” أو “آخرين” من بشرٍ أو حيوان! فالعلمُ لن يكونَ بمقدورِه أن يُعلِّلَ لهذا الذي يجعلُ الإنسانَ يتمايزُ في ردودِ أفعالِه عن الحيوان في تعاملِه مع الآخرين. فكيف يكونُ الإنسانُ “طبيعياً” وهو الميالُ الجانحُ للطغيانِ كلما أعانَه على ذلك ظرفٌ أو مكَّنَ له حال؟! ولذلك فليس بالمستغربِ أن يستعليَ قويُّ بَني آدمَ على ضعيفِهم طالما كان الإنسانُ قد جُبِلَ على الطغيان، وذلك مصداقَ قولِ اللهِ تعالى (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى) (6 العلق).
ومن بينِ مظاهرِ طغيانِ الإنسان “الاستعلاءُ الذكوري” الذي ميَّزَ علاقةَ ذَكرِ الإنسانِ بأنثاه على مرِّ الزمان. فالذكَرُ إذ يستعلي على الأنثى، فإنَّه إنَّما يقدِّمُ الدليلَ على أنَّه لم يُفلِح في التحرُّرِ من خضوعِه للنفسِ والهوى؛ هذا الخضوعُ الذي ما جاءَ دينُ اللهِ تعالى إلا ليكفلَ للإنسان، ذكراً كان أم أنثى، الانعتاقَ منه إن هو اتَّبعَ هداه وأخضعَ بذلك للهِ تعالى نفسَه وهواه.
ولذلك فليس هنالك من موجبٍ للتغافلِ عن هذه الحقيقةِ، وذلك بتوصيفِ ما يُظهرُه الذكرُ من استعلاءٍ على الأنثى بأنَّه مظهرٌ من مظاهرِ “الذكوريةِ” عِوضَ قولِ الحقيقةِ التي مفادُها أنَّ هذا الاستعلاءَ ما هو إلا مظهرٌ من مظاهرِ طغيانِ الإنسانِ كلَّما سنحت له الفرصةُ فتسلَّطَ على الضعيفِ كائناً ما كان: فقيراً مُعدماً أم أنثى أم حيوان!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s