
اختصَّ اللهُ تعالى طائفةً من عبادِه سمَّاهم “الصدِّيقين”. ولقد امتدحَ اللهُ تعالى الصدِّيقين في قرآنِه العظيم بقولِه:
1- (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) (69 النساء).
2- (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) (من 19 الحديد).
ولقد وصفَ اللهُ تعالى السيدةَ مريم في قرآنِه العظيم بأنَّها “صدِّيقة”: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (75 المائدة)، وذلك لأنها عليها السلام قد صدَّقت بـ “كلماتِ اللهِ التي لا تنفد” وبكتبِه التي أنزلَها على أنبيائِه المرُسلين: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) (12 التحريم).
ومن الذين اتَّبعوا سيدَنا عيسى صدِّيقون كانت الصديقةُ مريمُ أمَّهم. ولقد كان الصدِّيقون الأوائل، من الذين اتَّبعوا سيدَنا عيسى عليه السلام، يُسمَّون بـ “القدِّيسين” وهي كلمةٌ متشعبةٌ عن كلمةِ “الصدِّيقين”.