
سمَّى اللهُ تعالى البشرَ في قرآنِه العظيم “بَني آدم”: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) (27 الأعراف).
وهذه حقيقةٌ لا يَضيرُ القرآنَ العظيمَ إصرارُ العِلمِ المعاصر على التشكيكِ بها. فعلمُ الإنسانِ مقيَّدٌ بمُحدِّداتِ الزمانِ والمكان، وهو أسيرُ نظرةِ أصحابِه إلى العالَمِ الذي لم نُخلَق لنعرفَه على حقيقتِه التي لا يعرفُها أحدٌ إلا الله.
ويُخطِئُ كلُّ مَن يظنُّ منا أنَّ للبشرِ أبوَين هما سيدُنا آدمُ وسيدُنا نوح! فالقرآنُ العظيمُ كشفَ لنا النقابَ عن حقيقةٍ مفادُها أن ليس للبشرِ من أبٍ غيرُ آدم. فسيدُنا نوح لم يكن وحدَه على الفُلكِ التي نجت من طوفانِ الله حتى يكونَ هو الأبَ الثاني للبشريةِ كما يظنُّ البعض! وهذه حقيقةٌ لابد من الإقرارِ بها أما وأنَّ اللهَ تعالى قد بيَّنها في قرآنِه العظيم: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) (58 مريم).