في معنى “زُبُر الأوَّلين” في القرآنِ العظيم

نقرأُ في سورةِ الشعراء، وفي الآياتِ الكريمة 192- 197 منها، قولَ اللهِ تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ. وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ. أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (192- 197 الشعراء). فما هو معنى “زُبُر الأولين”؟
يُعين على تبيُّنِ هذا المعنى أن نتدبَّرَ الآياتِ الكريمةَ التالية:
1- (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِير) (184 آل عمران).
2- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) (43- من 44 النحل).
3- (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) (25 فاطر).
فـ “زُبُرُ الأولين” إذاً هي كلُّ ما أنزلَهُ اللهُ تعالى من كتابٍ على رسُلِه الكرام، ومن ذلك صحفُ إبراهيم وصحفُ موسى (التوراة) والزَّبورُ والإنجيل:
1- (وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى) (133 طه).
2- (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) (18- 19 الأعلى).
3- (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى. وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (36- 37 النجم).
فـ “زبُرُ الأولين” إذاً لا يمكنُ لنا أن نحدِّدَها على وجهِ اليقين فنحصرَها فيما فصَّله لنا وبيَّنَه قرآنُ اللهِ العظيم الذي ذكرَ لنا بعضاً منها فحسب. فإذا كان القرآنُ العظيم قد ذكرَ لنا صحفَ إبراهيمَ وموسى والزَّبورَ والإنجيل، فإنَّه لم يذكر لنا ما أنزلَ اللهُ تعالى من صحفٍ وزبُر على مَن لم يذكرهم من أنبياءِ اللهِ المرسَلين: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (من 78 غافر).
غير أنَّ ما ينبغي التشديدُ عليه هنا هو أنَّ اللهَ تعالى قد بيَّنَ لنا في الآياتِ الكريمةِ أعلاه من سورةِ الشعراء أنَّه ما من كتابٍ سبقَ وأن أنزلَه على أحدٍ من أنبيائِه المرسَلين إلا وأوردَ فيه ذِكرَ قرآنِه العظيم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s