
نقرأُ في سورةِ الكهف، وفي الآيةِ الكريمة 21 منها، قولَ اللهِ تعالى: (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا). فما هو معنى “وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ” في هذه الآيةِ الكريمة؟
مثَّلَ “أصحابُ الكهف”، لمَن أعثرَه اللهُ تعالى عليهم، معجزةً لم يملك حِيالَها غيرَ أن يُقِرَّ بأنَّ اللهَ تعالى، الذي أنامَهم 309 أعوام ثم أيقظَهم، قادرٌ على أن يبعثَ الناسَ يومَ القيامة.
والآيةُ الكريمة 21 من سورةِ الكهف أعلاه تُشيرُ أيضاً إلى حقيقةٍ ينبغي أن نَقدِرَها حقَّ قدرِها. وهذه الحقيقةُ مفادها أنَّ أصحابَ الكهفِ ما كان لمخلوقٍ أن يعثرَ عليهم في كهفهم وحده ومن دونِ أن يُعثِرَه اللهُ تعالى عليهم. فاللهُ تعالى قد تكفَّلَ بحفظِهم وهم نائمون في كهفِهم فلم يُمكِّن أحداً من الاقترابِ من كهفِهم. ولقد بيَّنَ لنا القرآنُ العظيم ما كان سيحدثُ لو أنَّ أحداً اطَّلعَ عليهم وهم نيامٌ في كهفهم، وكيف أنَّه كان سيفرُّ من فورِه مرعوباً لا يلوي على شيء: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) (18 الكهف).