
نقرأُ في سورةِ إبراهيم، وفي الآيةِ الكريمة 37 منها، قولَ اللهِ تعالى: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ). فسيدُنا إبراهيم وصفَ “البيتَ العتيق” بـ “بيتِ الله”، وذلك في إشارةٍ منه إلى الحقيقةِ التي مفادُها أنَّ اللهَ تعالى هو من أمرَ سيدَنا آدم ببنائه. وإذا كان “بيتُ الله” قد بناهُ سيدُنا آدم في “وادٍ ذي زرعٍ” قبل آلافٍ من السنين لا يعلمُ عددَها إلا الله، فإنَّ سيدَنا إبراهيم، ومن بعدِ أن بوَّأَ اللهُ تعالى له مكانَ بيتِه الحرام، قد أعادَ رفعَ قواعدِ هذا البيت في وادٍ أصبحَ “غيرَ ذي زرع” بعدَ هذه الآلاف من السنين. وبذلك يحقُّ لنا أن نُسمِّيَ هذا الوادي، الذي هو عند بيت الله، بـ “وادي الله”.