
كشفَ لنا القرآنُ العظيم النقابَ عن حقيقةٍ ذاتِ صلةٍ بـ “قدَرِنا الإنساني” ما كان لنا أن نعلمَها لولا ما فصَّلته لنا آياتُه الكريمة التي بيَّنت لنا ما نحن عليه من “ضَعفٍ خَلقي” يكفينا ما بيَّنته لنا سورةُ النساء في آيتِها الكريمة 28 بشأنِه: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا). فكيف يريدُنا أولئك الذين يزعمونَ بأنَّ للإنسانِ قدراتٍ خفيةً كامنة أن نؤمنَ لهم والإنسانُ قد خلقَه اللهُ تعالى ضعيفاً؟! فالإنسانُ إذا ما أرادَ أن يفارقَ ضعفَه الخَلقي، فليس أمامه من سبيلٍ غير أن يتَّبعَ صراطَ اللهِ المستقيم فيلزمَ حدودَ اللهِ ولا يتعداها ويعملَ على أن لا تفارقَ عباداتُه تقوى اللهِ حقَّ تُقاتِه حتى يكونَ من “الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا” فيكونَ من أولياءِ الله الصالحين الذين يتولاهم اللهُ ويؤيّدُهم فيجعلُ الملائكةَ أولياءَهم في هذه الحياةِ الدنيا قبل الآخرة.
فتأييدُ اللهِ لأوليائه “الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا” هو الذي سيجعلُ الناظرَ إلى أحوالِهم يظنُّ أنَّهم “بشرٌ خارقون”، وذلك بما سوف يُظهرُه اللهُ عليهم من عجيبِ الأحوالِ وغريبِها ما يجعلُ العقلَ يقفُ حائراً حيالَه عاجزاً عن التعليلِ له.