
الناسُ يومَ القيامة ثلاثةُ أزواج: زوجانِ ناجيان وزوجٌ هالك. والزوجان الناجيان هما “أصحابُ الميمنة” (“أصحابُ اليمين”) و”السابقون المقرَّبون”. ومَن لم يكن من هذين الزوجَين فهو بالضرورةِ من “أصحاب المشأمة” (“أصحاب الشمال”) الذين سوف يُخلَّدون في نارِ جهنم أبدَ الآبدين. ولقد وصفَ اللهُ تعالى السابقين المقرَّبين بأنَّهم ” ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ. وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ”. كما ووصفَ أصحابَ اليمين بأنَّهم “ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ. وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ”. فهل هناك فرقٌ في المعنى بين “قليل” و”ثُلة” في القرآنِ العظيم؟
يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نُجيبَ على السؤال التالي: “أيُّ الفريقَين أقربُ إلى اللهِ تعالى يومَ القيامة: السابقونَ المقرَّبون أم أصحابُ اليمين؟”. ولا تحتاجُ منا الإجابةُ على هذا السؤال كثيرَ تفكُّرٍ، فاللهُ تعالى قد سمَّى عبادَه السابقين بـ “المقربين”. وبذلك فهم أكثرُ قرباً إلى اللهِ تعالى من أصحابِ اليمين. ويلزمُ عن ذلك أن تكونَ الكلمتان القرآنيتان “ثُلة” و”قليل” ليستا بذاتِ المعنى. فالقليلُ في القرآنِ العظيم أقلُّ من الثُّلة.