
أمرَ اللهُ تعالى الذين آمنوا بألا يطغَوا:
1- (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) (81 طه).
2- (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ) (8 الرحمن).
والطغيان هو مما جُبِلَ عليه الإنسان: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى) (6 العلق). والطغيانُ هو الحيودُ عن صراطِ اللهِ المستقيم وتعدِّي الحدودِ التي أوجبَ اللهُ تعالى على الناسِ ألا يعتدوها. وهذان أمرانِ لا عاصمَ للإنسانِ من أن تستدرجَه إليهما نفسُه التي أُحضِرَت العدوانَ والطغيان إلا بأن يستقيمَ إلى اللهِ تعالى على الطريقةِ التي أنزلَها إليه صراطاً مستقيماً فصَّله وبيَّنه الكتابُ الذي أرسلَ به أنبياءه المُرسَلين: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) (16 الجن).
وهذا هو ما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّرِ قولِ اللهِ تعالى في الآيةِ الكريمة 112 من سورةِ هود: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). فالاستقامةُ إلى اللهِ تعالى هي العاصمُ من الحيودِ عن صراطِه المستقيم والحائلُ دون تعدِّي حدودِه: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) (من 6 فُصِّلت).