لماذا سمَّى اللهُ تعالى الشيطانَ ب “الغَرور”؟

نقرأُ في سورةِ لقمان، وفي الآيةِ الكريمةِ 33 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ). فمن هو “الغَرور” الذي تُشيرُ إليهِ هذه الآيةُ الكريمة؟
يُعينُ على تبيُّنِ الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ ونتدبَّرَ قَولَ اللهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ. إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (5- 6 فاطر). فـ “الغَرور” إذاً هو الشيطانُ الذي أقسمَ بعِزةِ اللهِ تعالى لَيُغوِيَنَّ السوادَ الأعظمَ من بَني آدم: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (82- 83 ص).
وهذا هو عينُ ما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّرِ قَولِ اللهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) (6 الانفطار)، أي “مَن الذي أغواكَ أيها الإنسان فجعلك تحيدُ عن صراطِ ربِّكَ المستقيم؟”، وذلك في إشارةٍ مبطنةٍ إلى الشيطانِ الذي ليس له من سلطانٍ على الإنسانِ إلا بما مكَّنَه الإنسانُ من نفسِه.

أضف تعليق