
نقرأُ في سورةِ مريم، وفي الآيةِ الكريمة 92 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا). وهذه حقيقةٌ قد شدَّدَ اللهُ تعالى عليها في قرآنِه العظيم في مواطنَ عِدة. ومن بين هذه المواطنِ قَولُ اللهُ تعالى: (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (4 الزُّمَر). فاللهُ تعالى يُبيِّنُ لنا في هذه الآيةِ الكريمة ما ينبغي لنا أن نستندَ إليه في التدليلِ على أنَّه لا يمكنُ أن يكونَ له ولد. فاللهُ تعالى ليس له صاحبةٌ حتى يكونَ له ولد: (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا) (3 الجن).
ونقرأُ في سورةِ يس، وفي الآية الكريمة 69 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ). فاللهُ تعالى قد نفى أن يكونَ القرآنُ الذي أنزلَه على عبدِه ورسولِه صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم شِعراً، وذلك في مواطنَ قرآنيةٍ عِدة، منها:
1- (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ) (41 الحاقة).
2- (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ. بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ) (36- 37 الصافات).
3- (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ. قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ) (30- 31 الطور).