
هذه الأرضُ التي يظنُّ الإنسانُ أنَّها أرضُه، هي في حقيقةِ الأمر، وكما يعلِّمنا القرآنُ العظيم، “أرضُ الله”:
1- (وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ) (من 10 الزُّمَر).
2- (هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ) (من 73 الأعراف).
3- (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) (من 97 النساء).
و”أرضُ الله” هي من مفرداتِ “الأمانة” التي حملَها الإنسانُ ظلماً وجهلاً: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (72 سورة الأحزاب).
وظلمُ الإنسانِ وجهلُه يتجليَّانِ أيَّما تجلٍّ في هذا الذي أظهرَه الإنسانُ في الأرضِ من خرابٍ وفسادٍ وفوضى. وكلُّ مَن يجادلُ في هذا الأمر إنما يخالفُ بذلك ما يقضي به المنطقُ السليم من وجوبِ الاحتكامِ إلى الوقائعِ والحقائق. وحجةُ القومِ تستندُ إلى مقاربةٍ غيرِ موفَّقة لقولِ اللهِ تعالى للملائكةِ: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (من 30 البقرة). فأيُّ “خليفةٍ” هذا الذي أفسدَ برَّ الأرضِ وبحرَها وجوَّها حتى ما عادَت هناك بقعةٌ من الأرضِ بمنأى عن هذا الإفسادِ العظيم؟! وهل يُعقَلُ أن يُوكِلَ اللهُ تعالى إلى الإنسانِ الظَّلومِ الجَهول هكذا مسؤوليةً جليلة كالتي يزعمُ هؤلاء أنَّ الإنسانَ قد كُلِّفَ بها؟!