
نقرأُ في سورةِ العلق، وفي الآيةِ الكريمة 6 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى).
وطغيانُ الإنسان، ألذي يُشيرُ اللهُ تعالى إليه في هذه الآيةِ الكريمة، حقيقةٌ لن يكونَ بمقدورِنا أن نتدبَّرَ حاضرَ الإنسانِ وماضيه التدبُّرَ الصائبَ من دونِ الإقرارِ بها. فتاريخُ الإنسانِ، كما هو واقعُه الحاضر، يشهدُ بأن ما من مخلوقٍ على الإطلاق قد أفسدَ في الأرضِ كما فعل الإنسان! وما إفسادُ الإنسانِ في الأرض إلا واحدٌ من تجلياتِ طغيانِه الذي تُشيرُ إليه هذه الآيةُ الكريمة.
وإلا فكيف لنا أن نفهمَ ما أقدمَ عليه قومُ سيدِنا صالح من قتلِهم لناقةٍ لم ينَلهم منها أيُّ ضرَرٍ أو سوء؟! (وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ. فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (64- 65 هود). وقد يجادلُ البعضُ فيقول: “وما للإنسان وما فعلَه قومُ صالح؟َ! وهل كلُّ البشر هم أمثالُ قومِ صالح؟!”، وينسى هذا البعضُ ما نراهُ بأُمِّ أعيُنِنا صباحَ مساء من إفسادٍ لإنسانِ هذا العصر في الأرضِ والسماء! وما ثقبُ الأوزون منا ببعيد ولا غاباتُ الأمزون!
ويحقُّ لنا أن نتساءلَ عما سيحدثُ لإنسانِ هذا العصر بعد انقضاءِ أيامِه الثلاث؟!!!