آلهةُ قَومِ نُوح هُم آلهةُ الجِرمانِ الأوائل… حقيقةٌ يكشفُ النِّقابَ عنها القرآنُ العظيم

نقرأُ في سورةِ نوح، وفي الآيةِ الكريمة 23 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا).
يكشفُ لنا تدبُّرُ هذه الآيةِ الكريمة النقابَ عن أسماءِ معبوداتِ قومِ سيدِنا نوح التي اتَّخذوها آلهةً لهم ظُلماً وجهلاً. ويكفلُ لنا تتبُّعُ المسارِ الذي سلكته هذه الأسماءُ، وصولاً إلى قبائلِ الجِرمانِ الأوائل، أن نخلُصَ إلى نتيجةٍ مفادُها أنَّ الخَلْفَ الذي خلَفَ القلةَ المؤمنةَ التي كانت مع سيدِنا نوح في “الفُلكِ المشحون” قد عادَ إلى ما كان عليهِ أجدادُه من عبادةٍ لتلك المعبوداتِ الباطلة. وهذا ليس بالأمرِ المستغربِ من بَني آدمَ الذين لا يقوى كثيرٌ منهم على الاستقامةِ إلى اللهِ تعالى وما توجِبُه من ضوابطَ ومحددات، وذلك مصداقَ قولِ اللهِ تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) (59- 60 مريم).
وإلا فكيف لنا أن نُعلِّلَ لظهورِ أسماءِ هذه المعبودات عند قبائلِ الجِرمانِ الأوائل؟! وأكتفي هنا بإيرادِ مثالٍ واحدٍ على ذلك: فالإلهُ المزعوم “وَدًّا” هو ذاتُه الإلهُ الذي كانت تتعبَّدُ له هذه القبائل، والذي كان اسمُه بلغتِهم الجرمانيةِ القديمة “وَدَن” (Wodan). وهذه الكلمةُ لا تزال حاضرةً في اللغةِ الانكليزيةِ المعاصرة، والتي هي إحدى اللغات المتشعبة عن اللغةِ الجرمانيةِ القديمة، وذلك كما يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِ كلمة Wednesday، وهي تعني “يومَ ودن” والذي كان مخصصاً لعبادةِ هذا الإلهِ المزعوم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s