لماذا كانت إعادةُ الخَلقِ أهونَ على اللهِ تعالى من الخَلقِ الأول؟

نقرأُ في سورةِ الروم، وفي الآية الكريمة 27 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ). فلماذا كانت إعادةُ الخلق “أهونَ” على اللهِ تعالى من الخلقِ الأول؟
يتكفَّلُ بالإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ الحقيقةَ القرآنيةَ التي مفادُها أنَّ اللهَ خلقَ السمواتِ والأرضَ في ستةِ أيام خَلقاً مُسبَّباً بالأسبابِ التي قَيَّضَ لها من مدَدِه ما يُمكِّنُها من إنجازِ ما أوعزَ إليها القيامَ به، وأنَّه تعالى سيُعيدُ الخلقَ يومَ القيامة إعادةً لا تستغرقُ من الزمانِ غيرَ لحظةٍ واحدة هي كلُّ ما يقتضيه الأمرُ بين إغماضةِ عَينٍ وانتباهتِها، وذلك بـ “كن فيكون”. وهذا هو عينُ ما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّرِ قَولِ اللهِ تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (73 الأنعام).
فاللهُ تعالى خلقَ سمواتِ الدنيا وأرضَها في ستةِ أيامٍ من الزمان، ولذلك كان خلقُ سمواتِ الآخرة وأرضِها أهونَ عليه إذ لن يستغرقَ غيرَ لحظةٍ واحدة من الزمان.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s