
نقرأُ في سورةِ لقمان، وفي الآيةِ الكريمة 28 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ). فلماذا وصفَ اللهُ تعالى خَلقَ بَني آدمَ كلِّهم جميعاً بأنَّه كخلقِه لنفسٍ واحدة؟ ولماذا وصفَ اللهُ تعالى بعثَ بني آدمَ كلِّهم جميعاً يومَ القيامة بأنَّه كبعثِه لنفسٍ واحدة؟
يُعينُ على الإجابةِ على السؤال الأول أن نستذكرَ الحقيقةَ القرآنيةَ التي مفادُها أنَّ اللهَ تعالى خلقَنا كلَّنا جميعاً من نفسٍ واحدة:
1- (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) (من 98 الأنعام).
2- (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) (من 6 الزُّمَر).
فبَنو آدمَ كلُّهم جميعاً قد خُلِقوا يومَ خُلِقَ أبوهم آدم: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) (11 الأعراف).
ويتكفَّلُ بالإجابةِ على السؤالِ الثاني أن نستذكرَ الحقيقةَ القرآنيةَ التي مفادُها أنَّ اللهَ تعالى سيبعثُ بَني آدمَ كلَّهم جميعاً مرةً واحدةً يومَ القيامة، وذلك بـ “كُن فيكون”: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (73 الأنعام).