
للقرآنِ تأويلٌ لا يعلمُه إلا اللهُ تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) (من 7 آل عمران).
فاللهُ تعالى لم يُطلِع أحداً من خَلقِه على تأويلِ قرآنِه: (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) (من 39 يونس).
فـ “تأويلُ القرآن” لن يتبيَّنَ للإنسانِ إلا “يومَ يأتي تأويلُه”، وذلك يومَ القيامة (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (53 الأعراف).
يتبيَّنُ لنا إذاً، وبتدبُّرِ ما تقدَّم، أنَّ أيَّ حديثٍ عن “تأويلٍ للقرآن”، كائناً ما كان هذا التأويل، لا يمكنُ القبولُ به وذلك طالما كان اللهُ تعالى قد اختصَّ نفسَه بهذا التأويل وجعلَ يومَ القيامةِ موعداً لتِبيانِه.