
نقرأُ في سورةِ يوسف، وفي الآية الكريمة 38 منها، قَولَ اللهِ تعالى (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُون). فما هو معنى “ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُون”؟
يُعينُ على تبيُّنِ جانبٍ من هذا الفضلِ الذي يُشيرُ إليهِ سيدُنا يوسف في هذه الآيةِ الكريمة أن نتدبَّرَ الحقيقةَ القرآنيةَ التي مفادُها أنَّ رؤيا ملكِ مصر لم يستطع أحدٌ من ملَئه أن يتبيَّنَها على حقيقتِها، وأنَّ سيدَنا يوسف هو الذي بيَّنَها لساقي الملك بإذنِ الله، وأنَّه لولا تأويلُ سيدِنا يوسف لرؤيا الملك ما كانت مصرُ لتنجوَ من جفافِ السنوات السبع العجاف ولَما نجا ما كان يجاورُها من بلدان.