في معنى قولِ اللهِ تعالى “أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا”

نقرأُ في سورةِ النمل، وفي الآية الكريمة 84 منها، قولَ اللهِ تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). فما هو معنى “أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا”؟
حتى نتبيَّن هذا المعنى، لابد وأن نتدبَّرَ هذه الآيةَ الكريمة في سياقِها القرآني الذي يُحتِّمُ علينا وجوبَ أن نستذكرَ الآيتَين الكريمتَين اللتين تسبقانها: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ. وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) (82- 83 النمل).
فالذين يُكذِّبونَ بآياتِ الله، وهي هنا معجزاتُه وما أجراهُ على أيدي أنبيائه من خوارقِ العادات وغيرُ ذلك من عجائبِ تجلياتِ “كن فيكون”، سوف يُحاسبُهم اللهُ تعالى يومَ القيامة بما جنَوه على أنفسِهم بهذا الإنكارِ من جانبهم لوقائعَ وظواهرَ وأحداثٍ ما قدروها حقَّ قدرِها إذ أبوا أن يتبيَّنوا ما تتمايزُ به عن غيرِها من الوقائعِ والظواهرِ والأحداث التي ألفتها عقولُهم ودرجوا على التعاملِ معها على أنَّ حدوثَها هو من المسلَّماتِ والبديهياتِ، والتي هي مما بمقدورِ العقلِ أن يتبيَّنَ الأسبابَ التي تقفُ من وراءِ حدوثِها!

أضف تعليق