واتَّخذَ الإنسانُ اللهَ تعالى وراءَهُ ظِهرِيا!

نقرأُ في سورةِ هود، وفي الآيةِ الكريمة 92 منها، قَولَ اللهِ تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ). وقَولُ اللهِ تعالى هذا جاءَ في سياقِ حديثِ سورةِ هود عن جانبٍ مما كان يَعِظُ سيدُنا شُعيب به قَومَه وهو يدعوهم إلى العودةِ إلى دينِ اللهِ الحنيف الذي استعاضوا عنه بـ “دِينٍ ضِرار” زيَّنَ لهم أن يُشرِكوا باللهِ الواحدِ القهار.
وقد يتوهَّمُ البعضُ أنَّ قومَ سيدِنا شُعيب هم وحدَهم مَن اتَّخذوا اللهَ تعالى وراءَهم ظِهرِيا، وأنَّ ما قاموا به لم يسبقهم إليهِ أحدٌ من قبلُ ولم يأتِ بمثلِه من بعدهم أحد! وهذا وهمٌ لا ينبغي أن يُداخِلَ عقلَ مَن عرَّفَه اللهُ تعالى في قرآنِه العظيم بـ “حقيقةِ الإنسان”. فالإنسانُ في كلِّ زمانٍ ومكان هذا هو حالُه مع اللهِ تعالى إلا قليلا! فإذا كان الإنسانُ قد أشركَ باللهِ تعالى يومَها فاتَّخذَ اللهَ وراءَه ظِهريا، فهو اليومُ قد اتَّخذَ اللهَ وراءَه ظِهرياً أيضاً إذ جعلَه فرحُه بما بين يدَيهِ من العلمِ يتَّخذُ اللهَ وراءه ظِهريا، إذ توهَّمَ أنَّ العلمَ بمقدورِه أن يُقدِّمَ له تعليلاً للوجودِ ولكلِّ ما يحدثُ فيه يُغنيه عن التعليلِ لذلك بالالتجاءِ إلى اللهِ تعالى!

2 comments

    • هناك بعض المقالات تحت الإنشاء لذلك يظهر عنوانها فقط. ولكن هذه المقالة كاملة، فأرجو أن تكون قد تمكنت من قراءتها أخي الكريم

      إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s